کد مطلب:335808 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

الادلة القرآنیة تسقط حدیث (أصحابی کالنجوم)
لو نظر القارئ نظرة الفاحص المتأمل إلی صحیح الأخبار لرأی بأم عینه ما

كان یرتكبه الكثیر منهم، مما كان یوجب نزول الوحی علی رسول الله صلی الله علیه وآله فی



[ صفحه 241]



توبیخهم وتوعیدهم بالعذاب، وما كان ذلك لیخرجوهم عن مثل ما ارتكبوه من الخطأ واقترفوه من خلاف الصحیح والصواب. ومن ذلك: لما تأخرت أم المؤمنین عائشة، وصفوان بن العطاء فی غزوة بنی المصطلق، فأسرعوا إلی رمیها بصفوان وارتكبوا فی ذلك الإفك المبین، كما نطق به القرآن فی سورة النور بقوله تعالی: (إن الذین جاؤوا بالإفك عصبة منكم، لا تحسبوه شرا لكم، بل هو خیر لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذی تولی كبره منهم له عذاب عظیم) [1] ومن ذلك: إن رسول الله صلی الله علیه وآله كان یخطب علی المنبر یوم الجامعة إذ جاءت عیر لقریش قد أقبلت من الشام، ومعها من یضرب الدف ویستعمل ما حرمه الإسلام فتركوا رسول الله صلی الله علیه وآله قائما علی المنبر وانفضوا عنه إلی اللهو واللعب، رغبة فیهما، وزهدا فی استماع مواعظه، وما یتلوه علیهم من آیات الذكر الحكیم حتی أنزل الله تعالی فیهم فی سورة الجمعة: (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إلیها وتركوك قائما، قل: ما عند الله خیر من اللهو، ومن التجارة، والله خیر الرازقین) [2] .



[ صفحه 242]



ومنها: إنهم اجتمعوا وطلبوا من رسول الله صلی الله علیه وآله شجرة یعبدونها من دون الله تعالی، فقال لهم: الله أكبر! قلتم مثل ما قال قوم موسی علیه السلام (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)! علی ما أخرجه السیوطی فی تفسیره الدر المنثور [3] فی تفسیر هذه الآیة وغیره من علماء التفسیر عند أهل السنة. ومنها: لما آثر النبی صلی الله علیه وآله أناسا فی القسمة فی (حنین) تألیفا لقلوبهم قالوا (إن هذه القسمة ما أراد بها وجه الله تعالی) علی ما أخرجه البخاری فی صحیحه [4] فی باب غزوة الطائف وغیره من أهل الصحاح والمسانید، عند أهل السنة. مع أن الكثیر منهم كان یظهر لرسول الله صلی الله علیه وآله الإیمان ویبطن له خلافة، ممن كان یتظاهر بإقامة الصلاة، وإیتاء الزكاة، والإنفاق فی سبیل الله، ویحضر الجهاد علی ما جاء به كتاب الله تعالی ونطق بذكر من ظهر من النفاق، فقال تعالی فی سورة النساء: (إن المنافقین یخادعون الله وهو خادعهم، وإذا قاموا إلی الصلاة قاموا كسالی، یراؤون الناس ولا یذكرون الله إلا قلیلا) [5] .

وقال تعالی فیهم فی سورة التوبة: (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله، ولا یأتون الصلاة إلا وهم كسالی، ولا ینفقون إلا وهم



[ صفحه 243]



كارهون) [6] .

وقال تعالی فیهم فی سورة التوبة: (وممن حولكم من الأعراب منافقون، ومن أهل المدینة، مردوا علی النفاق، لا تعلمهم نحن نعلمهم، سنعذبهم مرتین) [7] .

وقال تعالی فیهم فی سورة المعارج: (فمال الذین كفروا قبلك مهطعین عن الیمین وعن الشمال عزین أیطمع كل امرئ منهم أن یدخل جنة نعیم كلا إنا خلقناهم مما یعلمون) [8] .

وقد أحاطوا برسول الله صلی الله علیه وآله عن یمینه، وعن شماله، لیؤلبوا الأمر بذلك علی المؤمنین ولم یذكر الله تعالی له أسماءهم فراجع إن شئت ما أخرجه السیوطی [9] .

وقال تعالی فیهم فی سورة محمد (ولو نشاء لأریناكهم، فلعرفتهم بسیماهم، ولتعرفنهم فی لحن القول) [10] .

وقال تعالی فیهم فی سورة المنافقین: (وإذا رأیتهم تعجبك أجسامهم، وإن یقولوا تسمع لقولهم، كأنهم خشب مسندة یحسبون كل صیحة علیهم هو العدو، فاحذرهم قاتلهم الله أنی یؤفكون) [11] .



[ صفحه 244]



وقال تعالی فیهم فی سورة الأنفال: (ما كان لنبی أن یكون له أسری حتی یثخن فی الأرض، تریدون عرض الدنیا، والله یرید الآخرة، والله عزیز حكیم، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فیما أخذتم عذاب عظیم) [12] .

وقال تعالی فیهم فی سورة التوبة: (یحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إلیهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا یكسبون) [13] .

وفی هذه الآیة یخاطب الله رسوله مدلا له علی جماعة منهم أمرا له صلی الله علیه وآله بالإعراض عن ظاهر نفاقهم. انتهی. بعد عرض الأدلة القرآنیة فی كشف زیف حدیث (أصحابی كالنجوم). أقول: أیها المسلمون فهؤلاء الذین تلونا علیكم فیهم هذه الآیات، وأوردنا لكم فی حالهم الأحادیث الصحاح، كلهم كانوا من الصحابة، ومن یشملهم اسم الصحبة، وتحقیق نسبة صحبتهم إلی رسول الله صلی الله علیه وآله علی طبقاتهم فی الخطأ والعمد والضلال والنفاق لأن جمیعهم رأوا النبی صلی الله علیه وآله وجالسوه وكانوا بحضرته صلی الله علیه وآله، ولا یستطیع من له عقل أن یدفع ذلك عنهم، أو یخصصه بغیرهم، كما لا یستطیع أن یتمسك بالصحبة ومشاهدة النبی صلی الله علیه وآله والجلوس معه صلی الله علیه وآله ویجعل ذلك دلیلا علمیا وبرهانا منطقیا، علی الصواب وأنه یوجب لهم العصمة من الخطأ أو الضلال وهو یری بأم عینه تلك الآیات وهاتیك الروایات الصحاح. وبعد كل ذلك إنا نطالب الأخوة المسلمین أن یخبرونا من هم أولئك



[ صفحه 245]



المخاطبون فی تلك الآیات والروایات إن لم یكونوا أصحاب النبی صلی الله علیه وآله فكیف یمكنه حرف الآیات والروایات عنهم؟ فالمشافهون فی الخطاب فیها هم أصحابه صلی الله علیه وآله وكیف یمكن حمل الروایات علی غیرهم وفی بعضها صراحة بأن من خاطبهم النبی صلی الله علیه وآله كانوا أصحابه صلی الله علیه وآله لا أصحاب غیره كحدیث الحوض وحدیث: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر) فماذا یا تری یمكن أن یقوله القائل فیها؟!!


[1] سورة النور الآية: 11.

[2] سورة الجمعة الآية: 11 وهذا ما أخرجه السيوطي في الدر المنثور ص 220 - 221 في تفسير الآية من جزئه السادس، والخازن في تفسيره ص 79 من جزئه السابع، والبغوي في تفسير، ص 79 من تفسيره بهامش الجزء السابع من تفسير الخازن. والبيضاوي في تفسيره ص 122 من جزئه الخامس، وغيرهم من مفسري أهل السنة، وأخرجه البخاري مختصر الحادثة في صحيح من الجزء الثالث باب إذا رأوا تجارة في تفسير سورة الجمعة في كتاب التفسير عن جابر بن عبد الله أنه قال: (أقبلت عير يوم الجمعة، ونحن مع النبي صلي الله عليه وآله فثار الناس إلا اثنا عشر رجلا فأنزل الله هذه الآية).

[3] الدر المنثور - للسيوطي: ج 3 - ص 114.

[4] صحيح البخاري، باب غزوة الطائف - الجزء الثالث ص 48.

[5] سورة النساء: الآية 142.

[6] سورة التوبة: الآية 54.

[7] سورة التوبة: الآية: 101.

[8] سورة المعارج: الآية 36.

[9] الدر المنثور: للسيوطي في تفسيره في أواخر ص 266 وما بعدها من جزئه السادس.

[10] سورة محمد: الآية 30.

[11] سورة المنافقين: الآية 4.

[12] سورة الأنفال: الآية 67.

[13] سورة التوبة: الآية: 95.